الثلاثاء، 16 ديسمبر 2014

شهادة الاسلام لصحة الكتاب المقدس

كما تتذكرون أنه فى المرتين السابقتين قد تناولنا موضوعين يتحدثان عن واحدة من أهم القضايا التى تثار بين المسيحيين والمسلمين , انها قضية تحريف الكتاب المقدس .


نعم لا ينكر أحد انها واحدة من أهم وأخطر القضايا , حيث كان موضوعنا الاول بعنوان " اليهودوتحريف الكتاب المقدس " واثبتنا من خلاله أن اليهود لم يقوموا بتحريف الكتاب المقدس ولا يمكنهم ذلك بحال من الاحوال, أما الموضوع الثانى فكان بعنوان " المسيحيون وتحريف الكتاب المقدس " ومن خلاله ايضاً اثبتنا نفس الشئ .
والأن سنتناول موضوع جديد بعنوان " شهادة الاسلام لصحة الكتاب المقدس " .
ان القرآن يصف الكتاب المقدس بصفات جليلة .. فيقول عنه .
" فيها هدى ونور " ( المائدة 5 : 44 )
" موعظة للمتقين " ( المائدة 5 : 46 )
" الكتاب المستبين " ( صافات 37 : 117 )
" اماماً ورحمة "        ( هود 11 : 17 )
فالذى يصف أحد الكتب بهذه الصفات , كيف يصفه فى ذات الوقت بالتحريف ؟!! , وبنظرة منطقية نجد أن القرآن يثبت صحة الكتاب المقدس , اذ يشهد فيه للتلاميذ ويحث على تصديقه والايمان به , وأن يحكم به أهل الكتاب .
والآية التالية توضح أن الله فى القرآن يقول على التلاميذ أنهم صالحون , فلا يمكن اذن أن يكونوا قد كتبوا أشياء محرفة , وذلك يعنى عدم امكانية حدوت تحريف فى الانجيل حتى وقت مجئ القرآن فى القرن السادس الميلادى " يا أيها الذين أمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من أنصارى الى الله " ( الصافات 61 : 14 ) ... وهذا يعنى أن التلاميذ ( الحواريين ) كانوا أنصار الله .
ولقد شهد القرآن بصحة نصوص الانجيل وحفظها " وليحكم أهل الانجيل بما انزل الله فيه ومن لم يحكم بما أنزل الله فاولئك هم الفاسقون " ( المائدة 5 : 47 ) "
بل وشهد ايضاً لأحبار اليهود بأنهم حفظوها , وانها صالحة كحكم الله " انا أنزلنا التوراه فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربنيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء " ( المائدة 5 : 44 ) "
وقد يقول البعض أن الايات السابق ذكرها من القرآن تتكلم عن التوراه والانجيل الغير محرفين .. واليهم نسوق هذه الايات من القرآن ايضاً مع العلم أنه لم يقل ابداً آمنوا بالتوراه أو الانجيل الصحيح حتى نفهم أنه يوجد توراه وانجيل غير صحيح " يا أهل الكتاب لستم على شئ حتى تقيموا التوراه والانجيل وما انزل اليكم من ربكم " ( المائدة 5 : 68 ) .. فكيف يطلب من أهل الكتاب ان يقيموا كتاباً محرفاً ؟!! , " يا أيها الذين أمنوا أمنوا بالله ورسوله والكتاب الذى نزل على رسوله والكتاب الذى انزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالاً بعيداً " ( النساء 4 : 136 ) .. وهنا يحث الله المسلمين على الايمان بالكتب السماوية بما فيها الكتاب المقدس .. فكيف يكون محرفاً فكيف يكون محرفاً ويطلب منهم الايمان به ؟!
" وليحكم أهل الانجيل بما انزل الله فيه ومن لم يحكم بما أنزل الله فاولئك هم الفاسقون " ( المائدة 5 : 47 ) " .. وهذا يعنى ان الله يطلب بتنفيذ الكتاب المقدس الموجود عندهم .. فكيف تكون محرفة ؟!!
بل ويقول أيضاً " أفتؤمنون بالكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم الا خزى فى الحيوة الدنيا ويوم القيامة يردون الى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون " ( البقرة 2 : 85 ) .. أى أن الله يطلب الايمان بكل الكتب .
وقيل فى القرآن أيضاً " ولا تجادلوا أهل الكتاب الا بالتى هى أحسن الا الذين ظلموا منهم وقولوا أمنا بالذى انزل الينا وانزل اليكم والهنا والهكم واحد " ( العنكبوت 29 : 46 ) .
وقد يقول البعض ان الانجيل قد جاء ليصحح ما حرف من التوراه , وان القرآن قد جاء ليصحح ما حرف من الانجيل , والى هؤلاء نقول أن هذا الكلام لا يتفق مع الآيات السابقة من القرآن , بل وهناك ايات صريحة فى القرآن ضد هذا المفهوم وهى " وقفينا على آثرهم بعيسى بن مريم مصدقاً لما بين يديه من التوراه واتيناه الانجيل فيه هدى ونور ومصدقاً لما بين يديه من التوراه وهدى وموعظة للمتقين " ( المائدة 5 : 46 ) . وهذا معناه أن السيد المسيح جاء مصدقاً للتوراه وليس مصححاً .. "انزلنا اليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه فأحكم بينهم بما أنزل الله " المائدة 5 : 48 ) .يعنى أن القرآن يشهد على صدق الكتاب المقدس , بل وايضاً يهيمن عليه أى يحفظه , فيقول البيضاوى فى تفسيره ل ( مهيمناً عليه ) " مهيمناً عليه أى رقيب على سائر الكتب ويشهد لها بالصحة والثبات " .
وبالتالى ينهار الزعم القائل " ان الانجيل قد جاء ليصحح ما حرف من التوراه , وان القرآن قد جاء ليصحح ما حرف من الانجيل "
بل أكثر من ذلك فأن القرآن يجعل الانجيل مرجعاً " فأن كنت فى شك مما أنزلنا اليك فأسال الذين يقرأون الكتاب من قبلك "  يونس 15 : 94 ) . فكيف يجعل الله الكتاب المقدس مرجعاً الا اذا كان صحيحاً وسليماً من التحريف ؟!
ويؤكد القرآن أنه لا تبديل لكلمات الله :
" لا مبدل لكلمات الله " ( الآنعام 6 : 34 ) .
" لا تبديل تبديل لكلمات الله " ( يونس 10 : 64 )
" لا مبدل لكلماته " ( الآنعام 6 : 115 ) .
" لن تجد لسنة الله تبديلاً " ( الفتح 48 : 23 ) .
وقد يقول البعض أن الآيات السابقة قيلت عن القرآن فقط , وهذه الفكرة تعنى أن كلمات التوراه والانجيل ليست هى كلمات الله , وأن الله لا يحمى الا كلماته التى فى القرأن فقط , وذلك يسقط قدسية كلام الله ويجعله كلاماً متناقضاً " انا نزلنا الذكر وانا له لحافظون " ( الحجر 15 : 9 ) . فى هذه الآية قد يقول البعض أنه يقصد بالذكر القرآن فقط .. والى هؤلاء نسوق لهم الآيتين التاليتين " لقد فضلنا بعض النبيين على بعض وأتينا داود زبوراً " الاسراء 17 : 55 ) , " ولقد كتبنا فى الزبور من بعد الذكر أن الارض يرثها عبادى الصالحون " ( الانبياء 21: 105 ) . فالذكر هنا لا يعنى القرآن بل التوراه , لا الزبور ( مزامير داود ) جاء بعد الذكر , ولا يمكن أن يكون المقصود بالذكر هنا القرآن لان القرآن جاء بعد الزبور بالطبع وليس قبله . ويقول الجلالين فى تفسيره ( ص 357 ) " أهل الذكر هم العلماء بالتوراه والانجيل فان كنتم لا تعلمون ذلك فانهم يعلمونه وأنتم الى تصديقهم أقرب من تصديق المؤمنين بمحمد "
وأخيراً يقول القرآن عن الانجيل " الذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون اولئك على هدى من ربهم وأولئك هم هم المفلحون " ( البقرة 2 : 4 , 5 ) , " قولوا أمنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحق ويعقوب والأسباط وما أوتى موسى وعيسى وما اوتى النبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم " ( البقرة 2 : 136 ) .
من كل ما سبق يتأكد لنا أن القرآن يشهد للكتاب المقدس بصحته , وانه كلمات الله التى لا تبدل وانه صالح كحكم الله فليس من المنطقى أن يكون بعد ذلك محرفاً .
لعل البعض يقول اذاً قد حرف بعد نزول القرآن:
فنقول لهم ما أسهل هذه القضية فيوجد فى انحاء العالم كله ما يزيد عن أربعة آلاف مخطوطة يرجع تاريخها على ما يتراوح بين القرن الثانى قبل الميلاد الى القرن السادس الميلادى , فما أسهل أن نقارن بينها وبين ما جاء فى الكتاب المقدس الذى بين ايدينا الأن , لنثبت أنه لم يتغير وان ما بين أيدينا اليوم هو كتاب القرن السادس وما قبله وما بعده .استمع لهذا الفديو فالمسلمون ايضاً يشهدون بصحة الكتاب المقدس , انها شهادة الباحث المسلم اسلام بحيرى.

انتهى موضوعنا .. ونلقاكم فى مواضيع اخرى والرب يبارك حياتكم..
روابط هذه التدوينة قابلة للنسخ واللصق
URL
HTML
BBCode
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق