نتابع معكم الجزء الثانى من
موضوع " المسيحيون وتحريف الكتاب المقدس " لنبدأ اذاً بما قد سبق وبدأنا به الجزء الاول.
ثانياً : هل من الممكن
أن يحرف المسيحيون الكتاب المقدس ؟
6- لم يعتمد الرسل فى
دعواهم على تقديم أى اغراءات ولا استعملوا القوة ليرغموا أحد بل أن السيد المسيح
قال لهم ( ها أنا ارسلكم كغنم وسط ذئاب , لا
تحملوا كيساً ولا مزوداً ولا أحذية ) ( لو 10: 3 – 4 ) . ورغم هذا فان الرسل قد بشروا أكبر دولة عسكرية فى العالم حينذاك (
الرومان ) .. وأكبر دولة فلسفية ( اليونان ) .. لقد لاقوا العذاب والاضطهاد ولكنهم
صمدوا ولم يتنازلوا عن حرف واحد ونقطة واحدة .
- وصمد الكتاب المقدس
لأنه كتاب الله الذى لا يقوى أحد على زعزعته , لقد كان لديوكليتان مضطهد المسيحية تمثالان كتب على أحدهما ( اقيم هذا التمثال لديوكليتان لأنه أطفأ اسم الديانة المسيحية ولاشاها ) , وكتب على الاخر ( لأنه الغى من الارض الخرافة القائلة بوجود المسيح ) .. وها نحن
فى القرن الثامن عشر للشهداء الذين ذبحهم ديوكليتان وظن بذلك أنه لاشى المسيحية من
الوجود ..
وها نحن نرى انتشار
المسيحية فى كل أقطار العالم فأيهما لاشى الاخر وأحتل مكانه ؟!!! الم يسقط
ديوكليتان أمام عرش المسيح كما سقط داجون أمام تابوت الرب قديماً ؟!! الم يجلس على
عرش امبراطورية ديوكليتان خليفة من خلفاء رسل السيد المسيح ؟!! ...
- لقد هزأ أحد الملاحدة بالكتاب
المقدس قائلاً ( لا تمر الا بضع سنوات ويتلاشى الكتاب المقدس ) , فلم تمر سنوات
طويلة حتى بيع منزل هذا الملحد فاشترته جمعية الكتاب المقدس وجعلته مخزناً للكتاب
المقدس ولا يزال مخزناً حتى هذا اليوم شاهداً بان السيد المسيح هو المالك لكل شئ
وأن انجيله لا يقف أمامه أحد .
-7 لقد كتبت الاناجيل فى مناطق متفرقة وكتب منها
الاف الالاف من النسخ .. فهل يعقل أن يتم جمع هذه النسخ جميعها من أنحاء العالم
وتحرق لنشر بعد ذلك النسخ المحرفة ؟!!! لو كان الانجيل فى حيازة دولة واحدة أو
مكاناً واحداً أو كتب بلغة واحدة لكان القول بالتحريف هيناً ومقبولاً نسبياً .
- كان عصر كتابة الانجيل
عصر علم وليس عصر جهل
وكانت الكتابة منتشرة لذلك
كان من العسير أن يقبل العقل أن بعض أجزاء من الانجيل تسقط لأن هذا أمر مستحيل ,
فلو سقط جزء من أحد الاناجيل فكيف يسقط من الاناجيل الثلاثة الاخرى ؟!! وان سقط من
الاربعة فكيف يسقط من الاربعين الذين كتبوا العهد القديم ؟!! حيث أن الكتاب المقدس
بعهديه القديم والجديد وحدة واحدة مقدسة .
9- كما تعهد الرب كتابه فى
العهد القديم بالحماية والصون فانه أيضاً تعهده فى العهد الجديد بالحفظ والامان ..
لقد قال ( السماء والارض تزولان ولكن كلامى لا يزول ) ( مت 24 : 35 ) وكذلك قوله (
قدسهم فى حقك كلامك هو حق ) ( يو 17 : 17 ) .. ويكفى أن نعيد ما ذكرناه أنفاً وهو
ما جاء فى ختام العهد الجديد ( لانى أشهد لكل من يسمع أقوال نبوة هذا الكتاب ان
كان أحد يزيد على هذا يزيد الله عليه الضربات المكتوبة فى هذا الكتاب , ان كان
يحذف من أقوال كتاب النبوة يحذف الله نصيبه من سفر الحياة , ومن المدينة المقدسة ,
ومن المكتوب فى هذا الكتاب ) ( رؤ 22 : 18 – 19 ) .
10- مما يؤكد صحة العهدين
القديم والجديد معاً أن السيد المسيح له المجد ورسله وكتبة العهد الجديد قد استشهدوا
فى مواضع عديدة بأيات مما جاء فى العهد القديم .. نورد منها على سبيل المثال ما
يلى :
ومن هنا نرى مدى التوافق
التام بين العهدين القديم والجديد وهذا لا يدع مجالاً للشك ان أحداً لا يقدر أن
يحزف أو ينقص أو يزيد أو يبدل فى حرف من حروف كلمات الله القدوس.
الى هنا ينتهى موضوعنا
هذا ونلاقكم فى مواضيع اخرى بنعمة الرب ... وسلام المسيح مع جميعكم.
روابط هذه التدوينة قابلة للنسخ واللصق | |
URL | |
HTML | |
BBCode |