تحدثنا فى المرة السابقة عن موضوع " اليهود وتحريف الكتاب المقدس " وتعرفنا لبعض من الادلة والبراهين التى تقطع
بأن اليهود لم يحرفوا كتابهم " العهد القديم "
حيث كان هناك قوانين وفرائض صارمة تفرض على النساخ " الكتبة " , والتى من شأنها كانت تحول من الوقوع
فى أية تحريفات للعهد القديم.
أما الأن فسننتقل بالحديث عن موضوع آخر ,و هو
فى الحقيقة تكملةً لهذا الموضوع وسيكون تحت عنوان " المسيحيون وتحريف الكتاب المقدس " .
ثانياً : هل من الممكن أن يحرف المسيحيون
الكتاب المقدس ؟!!
·
من المسلم به أن تحريف العهد القديم
بواسطة المسيحيين أمر مستحيل لأن اليهود يحفظونه حفظاً تاماً كما سبق أن أوضحنا.
·
كما أن العهد القديم قد ترجم بواسطة سبعين
عالماً من علماء اليهود بأمر من ( بطليموس فلاديلفوس ) وذلك الى اللغة اليونانية
سنة 285 ق . م , وسميت هذه الترجمة بأسم الترجمة السبعينية وانتشرت قبل مجئ السيد
المسيح مما يجعل القول بأن المسيحيين حرفوه أمراً مستحيلاً.
كذلك لا يقبل العقل أن المسيحيين يحرفون
العهد الجديد لعدة أسباب :
التوافق التام بين العهد الجديد والعهد القديم , فلو كان هناك أدنى تحريف
لكشف الواحد منهم الآخر حيث أن
العهد الجديد مستتر فى العهد القديم , والعهد القديم استعلن فى العهد الجديد .. ومن أمثلة هذا التوافق العجيب على سبيل المثال
وليس الحصر النبوات التالية الخاصة بالسيد المسيح والتى تم تحقيقها ... فمن بين
هذا التوافق العجيب بين كل من العهدين يتضح انه لو حدث تحريف فى أحدهما فلابد أن
يكشفه الأخر . ![]() | |||
بعض من نبوات العهد القديم وموضع تحقيقها فى العهد الجديد |
·
لقد لاقى المسيحيون العذاب بسبب ايمانهم
بحقائق كتابهم بالمسيح وبفدائه وسلطانه على القلوب والنفوس .. ان العقل يقبل أن
يكذب الانسان من أجل مصلحة خاصة أو للنجاة من مأزق خطير , ولكن الذى لا يقبله
العقل أن يستمر الانسان فى كذبه وتعرضه للعذابات التى تصل الى الموت , ولقد استشهد
فى سبيل الانجيل الملايين من المسيحيين ... فهل يعقل أن هؤلاء الذين ضحوا بدمائهم
يحرفون الانجيل ؟!!
·
رغم الاختلافات العقائدية بين الكنائس المسيحية
, الا أنها اتفقت واجمعت على صحة الكتاب المقدس وعلى قانونية أسفاره الموجودة بين
أيدينا .
·
كرازة التلاميذ باله متجسد ... مولود من عذراء .. مصلوب بين لصين .. قائم
من الاموات .. صاعد الى السموات .. أمر صعب ولكنهم احتملوا المشقات لانه لم يكن باستطاعتهم أن يبشروا الا بما
شاهدوه ولو كانوا يريدون التحريف لكانوا قد حذفوا الأمور التى تجعل من بشارتهم
أمراً صعباً وتؤدى بهم الى الاستشهاد ( ولكننا نكرز بالمسيح مصلوباً للليهود عثرة ولليونانيين جهالة ) " 1كو
1 : 23 ) .
·
رغم أن رسل رب المجد البسطاء ( صيادى السمك ...
الخ ) لم يكن لهم لسان الفلاسفة أو عقول العلماء الا أن كلماتهم كانت أعظم من فكر
المفكرين وأقوى من سيوف الرومان , لأنها كانت من الروح القدس , ورغم أن كلماتهم
كانت ضد الميول البشرية حيث حرم الأنجيل تعدد الزوجات وحث على البتولية وحذر من
محبة المال والعالم والنظرة الشريرة الا أن التلاميذ استمروا يكرزون بهذه التعاليم
الصعبة لجسدانيين دون أن يحذفوا منها حرفاً واحداً .
والى هنا اعزائى القراء نكتفى بهذا القدر من
هذا الموضوع ولنا بقية فى المرة القادمة .. الرب يبارك حياتكم.
روابط هذه التدوينة قابلة للنسخ واللصق | |
URL | |
HTML | |
BBCode |