الخميس، 31 مارس 2016

الألعاب والرياضة فى الكتاب المقدس



يبدو أن ألعاب الأولاد قلما تغيرت . فنحن نعلم أن الأطفال والأولاد فى أزمنة الكتاب المقدس كان عندهم لعب تحدث أصواتاً كالخشخشة والصفير . اذ وجد المنقبون عن الآثار كثيراً من هذه اللعب فى أماكن شتى . وبعض الخشخيشات تشبه عليبات فيها بعض الثقوب من كل جانب , ومنها ما كان كالدمى أو الطيور , مع أنها ثقيلة على يد الولد .



كذلك كانت البنات تلعبن بالبيوت الدمى . فقد عثر على أوانى طبخ مصغرة وقطع أثاث للعب , مصنوعة من الفخار , ويرجع تاريخها الى ما بين 900 و 600 ق م . وبعض الدمى موصلة الأيدى والأرجل , ولها شعر من الخرز أو الطين المقطع , وفى أكتافها ثقوب لتعليقها فى سلك . لكننا لا نستطيع الجزم هل كانت تستعمل للعب بالفعل أو فى الطقوس الدينية .
وكان أولاد العبرانيين شأنهم شأن الأولاد فى كل مكان , يلعبون أيضاً العاب التقليد , متصرفين تصرف الكبار . وفى متى 11 : 16 و 17 وصف لأولاد فى السوق يلعبون لعبة العرس أو الجنازة .
واللعبة التى لعبها الجنود عند محاكمة السيد المسيح هى لعبة النرد . فكانوا يستعملون حجر زهر مرقماً من أربع جوانب , ويحركون بحسب الرقم كل واحد قنينة خشبية صغيرة من نقطة مركزية الى مواقع يمكن فيها أن " تلبس الرداء " ثم " تتوج " ثم " تعطى الصولجان " , والجندى الذى ينقل النقلة التى تكمل " الأحتفال " يدعى " الملك " ويجمع الرهائن الموضوعة . وفى هذه الحالة استخدم الأسير كقنينة بشرية ( متى 27 : 28 و 29 ) .
ومع أن ألعاب النرد كانت شائعة بين الشعب , فقد استنكر القادة الدينيون القمار بشدة , وحرم القانون اليهودى على المقامر من تأدية الشهادة فى المحكمة .
وبمرور الزمن أخذ بعض الناس يكسبون معيشتهم بتسلية الآخرين . هذا النوع من التسلية صار شائعاً وشعبياً  فى أزمنة اليونان ويدعوه بولس فى 1كورنثوس 4 : 9 " منظراً " أى ( مسرحاً ) . وكان نقطة من نقاط الخلاف بين الصدوقيين الذين استمتعوا به والفريسيين الذين رأوا أنه خطأ . وقد بنى الملك هيرودس فى أورشليم ملعباً مدرجاً ( لاقامة حفلات المنازلة بين المصارعين , الذين كانوا أسرى أو مجرمين مدربين , ويدعون مجالدين اذ يقاتلون حتى الموت , وبين الناس والوحوش أيضاً ) كما بنى أيضاً مضماراً مدرجاً ( لسباق العربات التى تجرها الخيول ) . وكذلك بنى مسارح فى قيصرية وسيبسطة ما تزال معالمها موجودة حتى اليوم .
وقد أقيمت أيضاً العاب رياضية يونانية فى الملاعب والمدرجات الرياضية . وكان اليونانيون يعتقدون أن الرياضة ضرورية للتمتع بصحة جيدة سليمة . غير أن الألعاب الرياضية اليونانية لم تكن تحظى بشعبية كبيرة بين اليهود , اذ عدوا تبارى اللاعبين عراة أمراً منافياً للأخلاق . ثم أن فى الأرتباط الوثيق بين هذه الالعاب والديانة اليونانية عقبة أخرى . والأحداث الرياضية التى يأتى بولس على ذكرها فى رسائله مرتبطة كلها بالألعاب الرياضية اليونانية . فهو يستخدم التدرب الصارم من قبل الرياضى مثلاً ( 1كو 9 : 24 – 27 )  , ويكتب عن المتسابقين الذين يتبارون للحصول على اكليل يفنى , وكان يضفر من ورق الغار أو الصنوبر أو الزيتون . كذلك يشير الى الملاكمة , حيث كانت الأيدى والأذرع تلف بالجلد المكبس بقطع صغار من الحديد , بحيث كان من الواجب أن يتجنب الملاكم كل ضربة . وفى فيلبى 3 : 13 – 14 صورة سباق , كما تنعكس فى عبرانيين 12 : 1 و 2 صورة سباق العدو الطويل , حيث ينقص وزن العداء من جراء التدرب وتطرح الثياب جانباً لخوص السباق .

روابط هذه التدوينة قابلة للنسخ واللصق
URL
HTML
BBCode
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق