الأربعاء، 30 مارس 2016

الأراميون واللغة الأرامية عبر أزمنة الكتاب المقدس


فى زمن ارتحال بنى اسرائيل نحو كنعان , حلت مجموعة من القبائل السامية فى شمال تلك الأرض . هؤلاء هم الأراميون . ونعرف شيئاً من تاريخهم من الوثائق العبرية والأشورية  وبعض النقوش المدونة بالأرامية . كانوا عدة قبائل تركزت كل منها فى احدى المدن , وقد انتشروا فى سورية طولاً وعرضاً , ووصولاً الى أشور ونزولاً الى بابل بمحاذاة  نهر الفرات , حيث انبثقت الأمة الكلدانية من أحد فروعهم . أما ممالكهم الصغرى الى الشمال من الجليل فسرعان ما ذابت فى اسرائيل وفى المملكة الأرامية الكبرى , أى دمشق .



فى أيام الملك سليمان ظفرت دمشق بالاستقلال عن اسرائيل وتولت سلسلة من الملوك الأقوياء تعزيز قوتها ( راجع 1مل 11 : 25 ;  15 : 18 ) . والى أن جعل الأشوريون دمشق ولاية تابعة لهم  فى 32 ق م , ظل ملوكها ( ومن ضمنهم بنهدد وحزائيل اللذان لهم دور فى الأحداث المدونة الكتاب المقدس ) فى حرب شبه دائمة مع اسرائيل ويهوذا فى محاولة للسيطرة على الطرق المؤدية الى مصر وبلاد العرب . ومن حين الى آخر استطاع هؤلاء أن يهيمنوا على زملائهم الحكام الأراميين فى الشمال وفى المرافئ البحرية . 
اصبحت اللغة الأرامية هى اللغة الشائعة للدبلوماسيين والتجار فى أنحاء الشرق الأوسط منذ سنة 750 ق م تقريباً , وسبب ذلك اتساع انتشار الأراميين ( وقد زاد هذا الانتشار أيضاً لما سيطر ملوك أشور ورحلوا كثيرين منهم الى بلاد أشور وفارس ) . ولما جاء قواد الملك سنحاريب الأشوريون وهددوا  أورشليم , طلب اليهم رجال الملك حزقيا أن يتكلموا  بالأرامية ( 2مل 18 : 26 ) . وقد دونت مراسيم الملوك الفرس بالأرامية . وحينما اشتكى أهل الأرض على اليهود العائدين مع زربابل , كتبوا الى الملك بالأرامية ( عز 4: 1 -  6 )  . حتى أن قسماً من سفراً دانيال كتب أصلاً بالأرامية ( دا 2: 4- 7 :28 ) .
وبعد ادخال الاسكندر الأكبر اللغة اليونانية الى الشرق الأوسط , حلت الأرامية المرتبة الثانية للأغراض الرسمية . الا أنها ظلت اللغة الشائعة فى مناطق كثيرة , وكان يتحدث بها اليهود فى أزمنة العهد الجديد . وفى كتاب العهد الجديد عدد من العبارات الأرامية , مثلاً : " طليثا قومى " ( مر 5: 41) , " أبا " ( مر 14: 36 )  ( الكلمة المستعملة بين العامة للدلالة على الأب ) , " ايلى ايلى لما شبقتنى ( مت 27 : 46 ) " ( من كلمات الرب يسوع على الصليب ) .
انتهى ...
روابط هذه التدوينة قابلة للنسخ واللصق
URL
HTML
BBCode
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق