.... ينقسم نقد الكتاب المقدس إلى النقد الأدنى (النصي) والنقد
الأعلى (الأدبي والتاريخي):
1 -
النقد النصي (النقد الأدنى):
النقد النصي Textual
Criticism أو النقد الأدنى Lower
Criticism هو الذي يبحث في الوثائق القديمة والنسخ العديدة المنقولة عن المخطوطات
الأصلية سواء بلغاتها الأصلية أو باللغات التي ترجمت إليها، خاصة اليونانية
واللاتينية والسريانية والقبطية، وذلك من عصور وأزمنة وبلدان وأمم مختلفة، للتأكد
من صحة النصوص ومطابقتها أو الوصول بها إلى التطابق الكامل مع النصوص الأصلية كما
دونها كتاب الوحي(1)، واستعادة الكلمات الصحيحة، الأصلية، في حالة ما إذا كان قد
طرأ عليها تبديل أو تغيير بسبب عمليات النسخ اليدوي المتكرر على مر العصور
والأزمنة وفي مختلف البلاد والقارات وذلك بواسطة كتبة (نساخ) مختلفين في الفكر
والثقافة والظروف. فقد كانت عمليات انتشار وتوزيع الكتب قديما وقبل عصر الطباعة
تتم بنقلها ونسخها يدوياً سواء من المخطوطات الأصلية التي دونها الأنبياء كتاب
الوحي أو من المنقولة عنها وهكذا استمرت هذه العملية من ثلاثة آلاف سنة إلى 1900
سنة بالنسبة لأسفار العهد القديم وحوالي 1400 سنة بالنسبة لأسفار العهد الجديد.
ويقوم بهذه المهمة مجموعة من العلماء الذين وصلوا إلى درجة عالية من
الخبرة والتمرين، في هذا المجال(2)، والذين لديهم موهبة مميزة ومقدرة عالية على
دراسة النصوص دراسة دقيقة للوصول إلى النص الأصلي وذلك بمقارنة المخطوطات المتنوعة
والتي جاءت من عصور وبلاد مختلفة سواء في لغاتها الأصلية أو المترجمة عنها. ومما
يسهل هذه المهمة، نسبيا، وجود آلاف المخطوطات التي ترجع أقدمها إلى زمن قريب نسبيا
من زمن المخطوطات الأصلية، إذ ترجع أقدم مخطوطات العهد القديم إلى سنة 250 ق م
وكان عزرا الكاتب والكاهن قد جمع أسفار العهد القديم بعد العودة من السبي وكتب
سفره حوالي سنة 440 ق م أي أن المدة بين أخر جمع لأسفار العهد القديم وبين أقدم
المخطوطات حوالي 200 سنة بل أن أحد العلماء يؤكد أن قسما من سفر اللاويين وجد
ضمن مخطوطات البحر الميت يرجع إلى سنة 400 ق م أي قريبا جدا من عصر عزرا الكاتب، كما ترجع أقدم مخطوطة من العهد الجديد وهي جزء من
الإنجيل للقديس متى إلى سنة 68 م ويرجع جزء آخر من الإنجيل للقديس يوحنا إلى سنة
125 م أي بعد القديس يوحنا بحوالي 25 سنة. وهذا مكن العلماء من التأكد من سلامة
وصحة نصوص الكتاب المقدس وأنها وصلت إلينا كما كانت في مخطوطاتها الأصلية.
ويجب أن نضع
في الاعتبار أن نسخة أسفار العهد القديم الأصلية، المقياس، التي حررها عزرا الكاهن
والكاتب (حوالي 440 ق م)، كانت موجودة في الهيكل أيام الرب يسوع المسيح وتلاميذه،
وكان علماء اليهود ينقلون عنها نسخهم. وقد حصل عليها الكاهن والكاتب اليهودي
يوسيفوس (36-100م) المعاصر لتلاميذ المسيح وقت دمار الهيكل سنة 70م مكافأة له من
الإمبراطور الروماني تيطس، وكتب بناء عليها عادات اليهود من سفر التكوين وحتى
أيامه(3)!! كما كانت النسخ التي كتبها تلاميذ المسيح ورسله، بالروح القدس مع
تلاميذهم وخلفائهم من آباء الكنيسة الأولى، وكانوا يقتبسون منها، سواء كتابة أو
شفاهه(4).
كتاب " الكتاب المقدس يتحدى نقاده والقائلين بتحريفه صـ 25 : 26 " القمص عبد المسيح بسيط
روابط هذه التدوينة قابلة للنسخ واللصق | |
URL | |
HTML | |
BBCode |