الخميس، 30 أكتوبر 2014

طرق دراسة الكتاب المقدس - المثل

تحدثنا فى الموضوع السابق من سلسلتنا الدراسية هذه " طرق دراسة الكتاب المقدس " عن " النص القصصى " وعرفنا أن النصوص القصصية فى الكتاب المقدس تنقسم الى ثلاثة أنواع ( المعجزات , والامثال , والقصص ) , وقد تناولنا سابقاً النوع الأول من هذه النصوص " المعجزات " , والأن لننتقل الى النوع الثانى من هذه النصوص وهو " الامثال " .
·       ثانياً المثل :
الأمثال هى اسلوب مستخدم فى الكتاب المقدس لتوصيل مفهوم معين للجمهور , يحاول قائله توضيح المفهوم من خلال قصة حياتية . وهذا الاسلوب يفترض تجاوب او رد فعل من المستمع الاصلى وكل من يستمع له عبر الاجيال .

·       فما هو المثل ؟
منذ نشأت الكنيسة الاولى اطلقت تسمية " مثل " على كل ما قاله الرب يسوع ايضاحاً لتعليمه . الا أن فى اللفظ اليونانى " PARABLE  " نجد اساساً فكرة المقارنة , فالعقلية الشرقية تميل الى استعمال المقارنة فى الكلام والتعليم , كما تحبذ اللغز لانه يثير الفضول ويحمل على البحث وليس المقصود هنا الجمل القصيرة أو الاقوال المأثورة التى تحمل حكمة ما كسفر الامثال مثلاً لكن موضوع دراستنا هنا فى " مدونة ايماننا الاقدس " مثل من نوع أخر .. فالمثل هو :
-        تشبيهات من واقع الحياة للحديث عن الله غير المحدود ( حز 1 : 26 – 28 ) .
-        وأيضا التشبيهات لحياة الانسان سواء كان وعيداً أو مواعيداً ( هو 4 : 16 ) , ( 2 : 20 -21 ) .
-        ويتسع هذا المنهج فى الفترة اليهودية المتأخرة , الى درجة التحول عند الربانيين الى وسيلة تربية حقيقية , فهم كثيراً ما يأتون لتدعيم تعليم كتابى , بصورة خيالية أو حادث تاريخى مسبوق بهذه العبارة " ماذا يشبه ذلك " .
-        وبهذا ألاسلوب تحدث الرب يسوع معلناً مرات كثيرة الرموز التى حملها رسالته من حقائق الحياة المعاشة مسبوقة بعبارات مثل " بماذا نشبه ... " ( مر 4 : 30 ) , ( لو 13 : 18 ) .

·       لماذا المثل ؟
-        ان سر الملكوت المعلن فى شخص الرب يسوع كان يجب أن يقدم للناس تدريجياً , وحسب قدرات المستمعين المختلفة لتقبل حقائق الايمان لذا كانت أغلب الامثال من حقائق الحياة المعاشة ( الملك , العرس , الكرمة , الزارع ... ) ليكون قريباً من فهمهم وحياتهم .
-        وفى (  مر4 : 11 ) يقول ( قد اعطى لكم أن تعرفوا سر ملكوت الله وأما الذين هم من خارج فبالأمثال يكون لهم كل شئ ) . من هنا نفهم ان السيد المسيح كان يستخدم الأمثال , لانه بهذا الاسلوب يساعد السامع على التفكير , كما انه لا يعلن للذين يبلغ بهم العناد حداً يمنعهم من الاستماع لما يقال . فنحن نسمع بأذاننا ولكن هناك نوعاً أخر من الاصغاء وذلك بالذهن والقلب وهو ما يلزم للفهم الروحى لكلمات السيد المسيح , فكان بعض الناس فى المجمع يلتمسون دليلاً ضد السيد المسيح بينما كان اخرون يريدون حقيقة أن يتعلموا وأن ينموا لذلك قال لهم الرب يسوع ( من له أذان للسمع فليسمع ) .
-        وأرجو أن لا نخطئ الفهم بأن السيد المسيح يقصد بهذه الامثال أن جميع الناس يخلصون والى معرفة الحق يقبلون ( 1تى 2 : 4 ) لأن الذين رفضوا المسيح أصبحوا بطبيعة الحال خارج دائرة تلمذته والايمان به فلأنهم حجبوا المسيح عن انفسهم بارادتهم , انحجب نور المسيح عنهم وبالتالى سر معرفته الذى هو سر الملكوت .

·       النقاط الواجب ملاحظتها عند دراسة المثل :
يجب أن نهتم بالمحتوى الكتابى للمثل , وهو كل ما يحيط بالمثل كالتالى :
1-   ظروف وأحداث المثل : مثل المدعوين ( لو 14 : 15 – 24 ) .
2-   الاشخاص مثل الخروف الضال ( مت 18 : 12 – 14 ) , ( لو 15 : 1 – 7 ) . لاحظ الفرق بين الشاهدين .
3-  المعتقدات مثل الفريسى والعشار ( لو 18 : 9 – 14 ) , ومثل السامرى الصالح ( لو 10 : 25 – 27 ) .

ويمكننا القول ان نجاحنا فى دراسة وفهم المثل يتوقف بدرجة كبيرة على فهم هذا المحتوى :
-        يجب ان لا نحمل النص اكثر مما ينبغى . مثل المدعوين (لو 14 : 15 – 24 ) , ومثل الخروف الضال ( مت 18 : 12 – 14 ) , مثل وكيل الظلم ( لو 16 : 1 – 13 ) .
-        يجب ان نلاحظ ان أغلب الامثال يوجد بها نقطة فكر جديد لأفكار الناس ( لو 10 : 25 – 27 ) .
-        يجب ألا تحاول ايجاد تطابق بين حياتك وحياة من حولك مع شخصيات المثل بل حاول ان تفهم ما يريد المثل ان يقوله وبعد ذلك تستطيع أن تخرج بتطبيق معاش لحياتك . مثل وكيل الظلم ( لو 16 : 1 – 13 ) , مثل القاضى الظالم ( لو 18 : 1- 8 ) .
-        فالقاعدة الذهبية فى فهم المثل , انه يحمل عادة فكرة واحدة رئيسية ولا يمكن ان نضع رموزاً لكل احداث المثل , فلا يمكن أن نقول عن قاضى الظلم هو الله , ولكن الفكرة الرئيسية للمثل انه ينبغى ان نصلى كل حين ولا نمل .
-        يجب علينا ( ونحن نكرر دراسة نفس المثل ) أن ندرك ان الأمثال لم تكتشف كل خباياها وأسرارها , فينبغى علينا ان ندرسها بروح الانسان الذى يريد ان يفهم شيئاً جديداً عن الله .
·       خطوات دراسة المثل :
1-   اقرأ النص . حدد الانطباعات الأول , أول شعور شخصى انتابك بعد القراءة الأولى للمثل ( خوف , فرح , انبهار , سلام ... ) .
2-   اقرأ النص وقسمه الى اجزاء فرعية , وضع عنوان لكل جزء .
3-   اقرأ النص وحدد الاماكن التى بها تغيير فى الاماكن والاحداث والاشخاص .
من : من هم جمهور المثل وماذا تعرف عنهم , وظائفهم وعلاقاتهم بالاخرين , معتقداتهم , دوافعهم الشخصية , أسباب تواجدهم . ومن هم شخصيات المثل , وماذا تعرف عن وظائفهم ودوافعهم ؟
أين : ما هى الاماكن المذكورة ؟ ما هى الخلفيات الحضارية والجغرافية للأماكن ؟
متى : ما هو الحدث الرئيسى فى المثل وما هى الاحداث السابقة له ؟
-        حاول ان تستوعب الخلفيات الحضرية للمثل .
-        انظر الاحداث  , لاحظ وجوه الاشخاص المستمعين وتعبيراتهم الجسدية وأسمع اصواتهم وهمساتهم وتعليقاتهم التى لم تكتب .
-        أشعر بما يشعر به ابطال الحدث .. تمقص شخصياتهم .. شاركهم أحاسيسهم .
كيف : تعامل ألاشخاص الموجودين فى المثل مع الله ومع الأخرين .
-        حاول ان تحدد رد فعل واستجابة الجمهور المستمع ان امكن .
ما : ما هى ألرسالة التى اراد ان ينقلها السيد المسيح من خلال المثل الى المستمعين ؟
-        مع ملاحظة أن هذه الرسالة يجب أن تكون مرتبطة بمحتوى النص وما سبقه وما لحقه .
-        كيف نشبه نحن الاشخاص الموصوفين أو المخاطبين فى المثل .
-        كيف تشبه مشاكلهم مشاكلنا ؟
-        هل يعنى تعامل الله معهم شيئاً لنا ؟
-        وأخيــــراً صلى من اجل نقل التعليم المستخرج من المثل الى حيز حياتك اليومية .

·       الامثال التى علم بها السيد المسيح :

مت 13: 24-30 : مثل الزوان

مت 13: 44 : مثل الكنز المخفي

مت 13: 45و46 : مثل اللؤلؤة كثيرة الثمن

مت 13: 47و48 : مثل الشبكة والسمك

مت 18: 23-34 : مثل العبد القاسي

مت 20: 1-16 : مثل الفعلة في الكرم

مت 21: 28-32 : مثل الرجل وابناه

مت 22: 1-14 : مثل وليمة زواج ابن الملك

مت 25: 1-13 : مثل العذارى العشر

مت 25: 14-30 : مثل الوزنات

مت 25: 31-46 : مثل الخراف والجداء
أمثال لم يسجلها إلا مرقس:

مر 4: 26-29 : مثل النبات والسنبلة والقمح

مر 13: 34-36 : مثل البواب الساهر في انتظار سيده

(3) أمثال لم يسجلها إلا لوقا:

لو 7: 36-50 : مثل المديونين

لو 10: 25-37 : مثل السامري الصالح

لو 11: 5-8 : مثل الصديق في نصف الليل

لو 12: 16-21 : مثل الغني الغبي

لو 12: 35-40 : مثل العبيد الساهرين

لو 12: 42-48 : مثل الوكيل الحكيم

لو 13: 6-9 : مثل شجرة التين العقيمة

لو 14: 16-24 : مثل العشاء العظيم

لو 14: 28-33 : مثل بناء البرج وحساب النفقة

لو 15: 8-10 : مثل الدرهم المفقود

لو 15: 11-32 : مثل الابن الضال

لو 16: 1-13 : مثل وكيل الظلم

لو 16: 19-31 : مثل الغني و لعازر

لو 17: 7-10 : مثل السيد والعبد

لو 18: 1-8 : مثل الرملة المثابرة

لو 18: 9-14 : مثل الفريسي والعشار

لو 19: 12-27 : مثل الأمناء العشرة

(4) أمثال سجلها متى ولوقا:

مت 7: 24-37،لو 6: 48و49 : مثل البيت المبني على الصخر

مت 13: 33، لو 13: 20و21 : مثل الخمير

مت 18: 12-14، لو 15: 3-7 : مثل الخروف الضال

(5) أمثال سجلها متى ومرقس ولوقا:

مت 5: 14-16، مرقس 4: 21و22، لو 8: 16و17 : مثل السراج تحت المكيال

مت 9: 16، مر 2: 21، لو 5: 36 : مثل الرقعة الجديدة على الثوب العتيق

مت 9: 17، مر 2: 22، لو 5: 37و38 : مثل الخمر الجديدة في الزقاق القديمة

مت13: 3-9، و18-23، مر14: 3-20، لو8: 4-15 : مثل الزارع

مت13: 31و32، مر 10: 31و32، لو 13: 18و19 : مثل حبة الخردل

مت 21: 33-41، مر 12: 1-9، لو 20: 9-16 : مثل الكرم والكرامين

مت 24: 32-35، مر 13: 28-31، لو 21: 29 : مثل شجرة التين وغصنها الرخص .

والى هنا ننتهى من دراستنا للنوع الثانى من النص القصصى " ألامثال " .. ولم يتبقى لنا الا النوع الثالث والأخير وهو " القصص" وهذا ما سوف نناقشه فى موضوعنا القادم , والى ان تحين تلك اللحظة نطلب من الرب يسوع المسيح أن يبارك حياتكم ويقدس اوقاتكم .. سلام الرب معكم . 
روابط هذه التدوينة قابلة للنسخ واللصق
URL
HTML
BBCode
التعليقات
1 التعليقات

هناك تعليق واحد: