الاثنين، 13 يونيو 2016

الآباء والمجامع الكنسية


عمل الآباء معلمى الكنيسة , يرتبط ارتباطاً وثيقاً بعمل المجامع , سواء كانت مجامع مسكونية , أم مجامع مكانية . هذه العلاقة بقيت بدون تحديد بمعنى من المعانى , فأغلب المجامع المسكونية على سبيل المثال , بدأت أعمالها واستمرت  دون حضور الآباء  المعلمين الكبار , الأعضاء فى هذه المجامع , الا أن هذا لا يعنى أن العمل اللاهوتى للمجمع بدأ مجرداً من العطاء اللاهوتى لواحد أو أكثر من الآباء الكبار .



فقد نشط القديس أثناسيوس فى المجمع المسكونى الأول سنة 325م , بشكل عميق وفعال دون أن يكون عضواً  بالمجمع . أيضاً فى المجمع المسكونى الثانى , كان القديس باسيليوس قد رقد فى الرب , وتغيب القديس غريغوريوس اللاهوتى , الا أن التعليم اللاهوتى لهذا المجمع , كان معبراً عن لاهوت هذين القديسين . وقد يكون التمييز , والتأكيد , والاقرار بالحقائق اللاهوتية المستقيمة , عملاً صعباً , لكنه فى كل الأحوال منقاد بالروح القدس . ] 1 [
ان قادة هذه المجامع , هم فى الغالب آباء يرعون شعباً , كأساقفة فى الكنيسة , وكتاب كنسيين , كما كان يحدث فى بعض الأحيان . هؤلاء هم الآباء الكبار والمعلمين مثل : القديس كيرلس الاسكندرى الذى ترأس المجمع المسكونى الثالث مجمع أفسس 431 م , فالتعليم اللاهوتى والقرارات المتعلقة بالمجامع المسكونية , لا يمكن أن تفهم , دون هذا العطاء اللاهوتى المقدم من  الآباء المعلمين . هذا التعليم اللاهوتى هو الذى سبق ومهد الطريق لقبول الكنيسة لتعليم الآباء من جهة الايمان المستقيم , وبالطبع قبول الكنيسة لتعليم آبائى محدد , لا يعتمد على موافقة كل أعضاء الكنيسة . لأن شروط قبول الكنيسة لتعاليم  الآباء يرتبط بأمرين أساسيين :
1 -  اتفاق هذا التعليم اللاهوتى مع تقليد الكنيسة واجماع الآباء السابقين .
2- أن يكون مصدر وأساس هذا التعليم هو الأستنارة التى يعطيها الروح القدس للآباء , حتى يعبروا عن الايمان المستقيم .
أخيراً فان القياس الذى يحدد أهمية التعليم اللاهوتى للآباء , وأهمية المجامع المسكونية , يتمثل فى الحقيقة التى يقدمها الآباء فى تلك المجامع , وكل المعايير الأخرى هى نسبية وتخضع للنقاس والحوار .
----------------------
(  1 ) Βλ. κυρίλλου Αλξ. Επιοτολή 1, PG.77, 16B
روابط هذه التدوينة قابلة للنسخ واللصق
URL
HTML
BBCode
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق