عمل الآباء معلمى الكنيسة , يرتبط ارتباطاً وثيقاً بعمل المجامع , سواء كانت مجامع مسكونية , أم مجامع مكانية . هذه العلاقة بقيت بدون تحديد بمعنى من المعانى , فأغلب المجامع المسكونية على سبيل المثال , بدأت أعمالها واستمرت دون حضور الآباء المعلمين الكبار , الأعضاء فى هذه المجامع , الا أن هذا لا يعنى أن العمل اللاهوتى للمجمع بدأ مجرداً من العطاء اللاهوتى لواحد أو أكثر من الآباء الكبار .
فقد نشط القديس أثناسيوس فى المجمع المسكونى الأول سنة
325م , بشكل عميق وفعال دون أن يكون عضواً
بالمجمع . أيضاً فى المجمع المسكونى الثانى , كان القديس باسيليوس قد رقد
فى الرب , وتغيب القديس غريغوريوس اللاهوتى , الا أن التعليم اللاهوتى لهذا المجمع
, كان معبراً عن لاهوت هذين القديسين . وقد يكون التمييز , والتأكيد , والاقرار
بالحقائق اللاهوتية المستقيمة , عملاً صعباً , لكنه فى كل الأحوال منقاد بالروح
القدس . ] 1 [
ان قادة هذه
المجامع , هم فى الغالب آباء يرعون شعباً , كأساقفة فى الكنيسة , وكتاب كنسيين , كما
كان يحدث فى بعض الأحيان . هؤلاء هم الآباء الكبار والمعلمين مثل : القديس كيرلس
الاسكندرى الذى ترأس المجمع المسكونى الثالث مجمع أفسس 431 م , فالتعليم اللاهوتى
والقرارات المتعلقة بالمجامع المسكونية , لا يمكن أن تفهم , دون هذا العطاء
اللاهوتى المقدم من الآباء المعلمين . هذا
التعليم اللاهوتى هو الذى سبق ومهد الطريق لقبول الكنيسة لتعليم الآباء من جهة
الايمان المستقيم , وبالطبع قبول الكنيسة لتعليم آبائى محدد , لا يعتمد على موافقة
كل أعضاء الكنيسة . لأن شروط قبول الكنيسة لتعاليم الآباء يرتبط بأمرين أساسيين :
1 - اتفاق هذا التعليم اللاهوتى مع تقليد الكنيسة
واجماع الآباء السابقين .
2- أن يكون مصدر
وأساس هذا التعليم هو الأستنارة التى يعطيها الروح القدس للآباء , حتى يعبروا عن
الايمان المستقيم .
أخيراً فان
القياس الذى يحدد أهمية التعليم اللاهوتى للآباء , وأهمية المجامع المسكونية ,
يتمثل فى الحقيقة التى يقدمها الآباء فى تلك المجامع , وكل المعايير الأخرى هى
نسبية وتخضع للنقاس والحوار .
----------------------
( 1 ) Βλ.
κυρίλλου Αλξ. Επιοτολή 1, PG.77, 16B
روابط هذه التدوينة قابلة للنسخ واللصق | |
URL | |
HTML | |
BBCode |