الاثنين، 9 فبراير 2015

نقد الكتاب المقدس والتشكيك فيه والقول بتحريفه


1 أسباب ظهور مدارس نقد الكتاب المقدس والتشكيك فيه:
 بدأت عملية نقد الكتاب المقدس، وخاصة العهد القديم، منذ القرون
الأولى للمسيحية ولكنها كانت منصبة على آيات محددة في التوراة، أسفار موسى الخمسة، أما النقد بصورته المادية الشاملة فقد أتخذ شكلاً كثيفاً ابتداء من القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلاديين. وقد أنصب معظم نقد علماء النقد الماديين على أسفار موسى الخمسة، التوراة، وركزوا عليها أكثر من بقية أسفار العهد القديم. وللأسف فقد تأثر معظم هؤلاء النقاد بالفلسفات المادية الجدلية الإلحادية التي لا تؤمن بوجود الله أو التي تقول أن الله لا يتدخل في التاريخ، أو أن الطبيعة هي الله، والتي سادت القرنين 17و18م واستمرت آثارها حتى الآن. واعتقد بعضها بأزلية المادة أو أن الإنسان والخليقة وجدا بالمصادفة، ورفعت من قيمة الإنسان على حساب الله ووضعته موضع الإله في هذا العالم، وزعمت أن الدين مسخر لخدمة الأغنياء على حساب الفقراء، كما قال كارل ماركس " الدين أفيون الشعوب "! ورفضت أي سلطة لله أو ما يسمى بإله لأن الله في نظر بعضها لا يتدخل في شئون الكون، أو أن الله والطبيعة واحد " فالطبيعة هي الله، والله هو الطبيعة ".
 ونتيجة لكل ذلك فقد رفضت الإعلان الإلهي والوحي والمعجزات والنبوات وما جاء في الكتاب المقدس وقالت أن ما جاء به ليس إلا أساطير قديمة أخترعها البشر من وحي خيالهم!! وفيما يلي أهم المذاهب والحركات والفلسفات التي أدت إلى نقد الكتاب المقدس:
(1) سيبنوزا ومذهب الحلولية أو وحدة الوجود:
 يقول مذهب الحلولية أو وحدة الوجود أن الله والكون واحد أو أن الله يحل في الكون! ومن الذين قالوا بهذا المذهب الفيلسوف اليهودي باروخ سبينوزا (Baruch Spinoza)، (1632- 1677م) الذي اعتبر الله والطبيعة أسمين لحقيقة واحدة(1)، ووصف الله بأنه ليس خارج الطبيعة وليس وراءها بل الله والطبيعة واحد(2)!! ونظر إلى عقولنا البشرية الكثيرة على أنها جزء من العقل الإلهي، وأنها تنمو كلما ازددنا اقتراباً من التوحد بالله، أو التوحد بالعالم، وهو ما يعني نفس الشيء(3)! ومن ثم رفض الإيمان بالمعجزات وقال " لا شيء، إذاً، يحدث في الطبيعة يتعارض مع نواميسها الكونية، كلا، فكل شيء يتفق معها ويتبعها 000 فهي تحفظ ترتيب ثابت وغير متغير "!! وفي الحقيقة " فالمعجزة التي تتعارض مع الطبيعة أو تكون فوقها هي محض عبس "!! وقال أيضاً " يجب أن نتأكد بصورة كاملة أن كل حدث مذكور في الكتاب المقدس قد حدث بالضرورة مثل أي حدث آخر بحسب نواميس الطبيعة "(4)!!
 وعلل المعجزات المذكورة في الكتاب المقدس بتعليلات مادية فاعتبر انشقاق البحر لبني إسرائيل عند خروجهم من مصر مجرد رياح شرقية شقت لهم في البحر طريقاً وأن الأنبياء لجئوا لسرد قصص المعجزات والأمثال والحكايات التي تتناسب مع عقلية الشعب، وأن للأنبياء والرسل تأثيراً كبيراً على الناس، بالمقارنة بالفلاسفة والعلماء، ويرجع هذا إلى الأسلوب البياني الساحر الذي أمتاز به أصحاب الديانات من الأنبياء والرسل بحكم طبيعة رسالتهم وشدة عواطفهم. ثم يقول أننا لو فسرنا التوراة على هذا الأساس لما وجدنا فيها شيئاً يتناقض مع العقل(5)!!
 ورفض روايات القيامة المذكورة في الأناجيل وقال عن المسيحية " لقد بشر الرسل الذين جاءوا بعد المسيح بآلام المسيح لكل البشر كدين للعالم كله " ولم يؤمن بالقيامة وبالتالي جعل المسيحية بلا أمل في الحياة الأبدية(6)!!
 وأنكر أن الأنبياء تكلموا بإعلان إلهي وأن الله قد أوحي إليهم وأعتبر ما كتبوه مثله مثل الرسائل التي كتبها الرسل والتي قال عنها " أن أسلوب التعبير والحديث الذي استخدمه الرسل في الرسائل يبين بوضوح أنها لم تكتب بإعلان أو بأمر إلهي، ولكنها كتبت بأسلوب وحكمة كتابها "(7)!!
 وكتب كتاباً في السياسة والدين نقد فيه العهد القديم وكان هو أول من بدأ بكتابة ما عرف فيما بعد بالنقد العالي للكتاب المقدس، خاصة العهد القديم(8). ودعي سبينوزا ب " أب النقد الكتابي الحديث ".
(2) مذهب الربوبية(9) Deism:
 الذي نادى بدين طبيعي يعتمد على العقل وينكر الوحي ويرفض تدخل الله في نواميس الكون ويركز على الأخلاق. وبرغم أنه يؤمن بالله كالسبب الأول في خلق الكون(10) لكنه يقول أن الله لم يتدخل بعد ذلك في أموره!! ويرفض الإعلان الإلهي والوحي والمعجزات والنبوّات، وبالتالي الكتاب المقدس، ويرفض الأديان عموماً خاصة التي تؤمن بالوحي الإلهي باعتباره كلام الله المنزّل من السماء!! وقد بدأ هذا المذهب في القرن السابع عشر في أمريكا كحركة حديثة نتيجة للاكتشافات العلمية ونجاح طرقها العلمية، وقد وُصف في القرن ال 18 بالدين الطبيعي، في كتابات ما سمي بعصر الاستنارة. وقد ركز أصحاب هذا المذهب على العقل والخبرات الشخصية بطريقة مبالغ فيها، وحاولوا الإجابة على الأسئلة الدينية بعيدا عن الإعلان الإلهي واهتموا بما يكتشفه الإنسان بالعقل فقط. وهكذا لم يعد الدين، بالنسبة لهم، إلا مجموعة أخلاقيات وأن ما هو فوق الطبيعة يدرك بالعقل فقط!!
(3) الحركة الإنسانية Humanism:
 وخاصة الإنسانية الحديثة، التي ترفض المعجزات وكل ما هو فوق الطبيعة وتركز بالدرجة الأولى على قيمة الإنسان وقدرته على تحقيق الذات عن طريق العقل والعلم والعاطفة الإنسانية(11). يقول UU Minister Kenneth Phifer: " يعلمنا المذهب الإنساني أنه ليس من الأخلاق أن ننتظر من الله أن يعمل لنا. فيجب أن نعمل نحن لنوقف الحروب والجرائم والأعمال الوحشية في هذا العصر وعصور المستقبل فلدينا قوات مدركة ولدينا درجة عالية من الحرية في اختيار ما نفعله، فالإنسانية تعلمنا أنه مهما كانت فلسفتنا عن الكون فالمسئولية المطلقة في هذا العالم الذي نعيش فيه تقع علينا "(12).
(4) الفلسفة التجريبية Empiricism:
 التي تعتقد أن المعرفة كلها مستمدة من التجربة والخبرة المحسوسة(13). وتقول أن نظرياتنا العلمية يجب أن تبنى على ملاحظاتنا للعالم وليس على الحدث
والإيمان(14). ومن أهم فلاسفة هذه المدرسة جون لوك(15)وجورج باركلي(16) ودافيد هيوم(17) الذي تبنى فكر سبينوزا المضاد لما هو فوق الطبيعة وبصفة خاصة ما يختص بالمعجزات وكان منطقه هو:
(1) المعرفة والمعتقدات مبنية على الخبرة، فكلما كانت خبرتنا اعتيادية أو متماثلة، كلما كانت معتقداتنا ومعرفتنا أكيدة.
(2) " وقد تأسست هذه النواميس التي للطبيعة على خبرة ثابتة وغير متغيرة ".
(3) " وعلى الرجل الحكيم أن يجعل إيمانه متناسب مع البرهان ".
(4) " ولذا فالبرهان ضد المعجزات "!!
(5) " المعجزة هي انتهاك لنواميس الطبيعة ".
(6) ومن ثم فعلى الحكيم أن لا يؤمن بالمعجزات(18).
(5) الفلسفة الوضعية Positivism:
 والتي أسسها أوجست كونت وتهتم بالظواهر والوقائع اليقينية الإيجابية فقط وترفض كل تفكير تجريدي في الأسباب المطلقة وتعتبر العلوم الطبيعية المصدر الوحيد للمعرفة الحقيقة(19). وهي تهتم بالإنسان وتضعه في مركز الكون، وقد تحدت الدين واتخذت موقفاً عدائياً من الوحي الإلهي، بدرجات متفاوتة، وأنكرت الغيبيات والإلهيات، ومن ثم تحول هؤلاء النقاد إلى هدامين للكتاب المقدس.
(6) عصر التنوير Enlightenment أو عصر العقل:
 بدأ هذا العصر في القرنين السابع عشر والثامن عشر، في أوربا، ليقدم، حسب وجهة نظر رواده، أخلاقيات وجماليات (فنون الجمال) ومعرفة مبنية على الاستنارة العقلية بعيداً عن الدين، واعتبر قادة هذه الحركات أنفسهم كالنخبة الشجاعة للعقليات التي تقود العالم نحو التقدم والخروج من عصر اللاعقلانية، التي تقوم على الحدس أو الغريزة أو الشعور أو الإيمان والخرافة والطغيان التي بدأت خلال فترة زمنية أسموها بالعصور المظلمة. يقول الفيلسوف الإنجليزي برتراند راسل (1873 -1970م)(20)، عن عصر التنوير " لقد كانت حركة التنوير مرتبطة بانتشار المعرفة العلمية. كان الناس في الماضي يسلمون بأمور كثيرة ارتكازا إلى سلطة أرسطو والكنيسة، ولكن الآن أصبح الاتجاه الجديد هو الإقتداء بآراء العلماء. وكما أن البروتستانتية قد طرحت، في الميدان الديني، الفكرة القائلة أن كل شخص ينبغي أن يتصرف حسب تقديره هو، فكذلك أصبح من واجب الناس الآن، في الميدان العلمي أن يتطلعوا بأنفسهم، بدلاً أن من يضعوا ثقتهم العمياء في أقوال أولئك الذين كانوا يدافعون عن النظريات البالية "(21). وقد نتج عن هذا العصر الأفكار التالية:
(1) الفكر الطبيعي أو المذهب الطبيعي (Pantheism- وحدة الوجود)(22) الذي ينادي بأن الله والطبيعة واحد " الله هو الكل والكل هو الله " أو أن الكون - الطبيعة - والله مترادفان وأن كل فرد هو جزء من الكون أو الطبيعة وبالتالي هو جزء من الله، ومن هذا المذهب خرجت فكرة أخرى (Panentheism)(23) تقول أن الله موجود داخل كل خليقة وأن الله هو القوة الحية وراء الكون، وأن الكون هو جزء من الله الذي هو أعظم من الطبيعة وحدها.
(2) الفكر الأخلاقي الذي يركز على الأخلاق بعيدا عن الوحي ويتجاهل الدين تماماً
(3) الفكر الأسطوري الذي نادى بأن ما جاء في الكتب الدينية مجرد أساطير شعبية ابتكرها خيال الإنسان.
(4) الفكر التطوري الذي نادى به رجال التاريخ الطبيعي وأهمهم سبنسر وداروين الذين تصوروا، خطأ بنظرة فلسفية مادية، من خلال دراستهم للحفريات الخاصة بالإنسان البدائي والقبائل البدائية تطور فكرة وجود الروح في جميع الأجسام.
 وقد كتب في هذا العصر موسوعة أعدتها جماعة من الكتاب والعلماء بفرنسا من الذين أداروا ظهورهم لتعاليم الدين والفلاسفة المتافيزيقيين (الذين يبحثون فيما وراء الطبيعة) ورأوا في العلم وحده القوة الدافعة الجديدة في الميدان العقلي. وكان أبرز فلاسفة هذا العصر فولتير(24) وجان جاك روسو(25) بفرنسا، وكانت(26) وفشته(27) وهيجل(28) في ألمانيا. أنت تقرأ هذا الموضوع من مدونة ايماننا الاقدس.
 وقد تأثر بفلسفة هيجل في التاريخ الألماني فيرديناند كريستيان باور Ferdinand Christian Bauer (1792 – 1860م) والذي أسس مدرسة توبنجن Tubingen الألمانية لتفسير العهد الجديد والتي كانت أكثر حركة مثيرة للجدل في القرن التاسع عشر. وقد زعمت هذه المدرسة أن الإنجيل للقديس يوحنا قد كتب في القرن الثاني الميلادي(29)!!
 وجاء الفيلسوف الألماني نيتشه، عدو المسيح، (1844 – 1900م)، ونادى بالنظرية اليونانية القديمة التي تفضل الأقوى، الأوفر صحة والأقوى شخصية، على الضعيف والسادة على العبيد!! وكان يرى أن أخلاق السادة يرتبط فيها الخير بالاستقلال والكرم والاعتماد على النفس، وما شابه ذلك، أي جميع الفضائل التي يتصف بها الإنسان " ذو النفس الكبيرة " عند أرسطو. أما النقائص المقابلة فهي الخضوع والوضاعة والتهيب وما إلى ذلك، وهذه تمثل الشر. وهنا نجد التقابل
بين الخير والشر يعادل على وجه التقريب التضاد بين النبيل والحقير(30)!!
 ونادى بالإنسان السوبرمان ونظرية البقاء للأصلح وكان يحتقر النساء ولا يثق في قدراتهن العقلية وكان يعتقد أن لكل فعل حسن مساوئ وانتهت حياته بالجنون وقال في أفول الأصنام " اليوم لا نمتلك من العلوم إلا بقدر ما نحن مستعدين لقبول شهادة الحواس،- حيث نقويها ونستخدمها، حيث تعلمنا أن نفكر حتّى أقصى إمكانياتنا. أما البقية فهي ما زالت تجهض تفكيرنا، ما زالت ما قبل علمية: أعني الميتافيزيقا، اللاهوت، علم النفس، أو نظرية المعرفة. أو أيضا العلم الشكلي، نظرية العلامات: كعلم المنطق، أو أيضا هذا المنطق التطبيقي، أقصد به الرياضيات. هنا الحقيقة لا تظهر أبدا، ولا حتّى كمشكل؟ وقليلا ما يوجد فيها سؤال لمعرفة القيمة العامة لاصطلاح سيميولوجي كما نجد عليه المنطق(31).
 وتصور أن وجود الله يكون على حساب الإنسان ومن ثم قال أن الإله مات!! وقال أن الآلهة مجرد رموز من خلق الشعراء و " أن الإله المسيحي مجرد افتراض، ولكني أريدكم أن لا تفترضوا وراء حدود آلهتكم الخلاقة. هل تستطيعون أن تخلقوا إلهاً؟ إذا فلا تحدثوني عن أي إله، ولكنكم تستطيعون أن تخلقوا الإنسان الأعلى 000 إذا كان هناك آلهة فكيف أستطيع أن أتحمل ألا أكون إلهاً!"(32).
--------------------------

(1) Wikipedia, Baruch Spinoza.
(2) أرنست كاسبيرر " الدولة والأسطورة " ترجمة د. أحمد حمدي محمود، ص 343.
(3) الفيلسوف الإنجليزي برتراند راسل " حكمة الغرب " ج 2 : 82. عالم المعرفة، ترجمة د. فؤاد زكريا.
(4) مقالة في اللاهوت والسياسة 1 : 83 و 87 و 92.


(5) ول ديورانت " فلسفة الحضارة " ترجمة د. فتح الله محمد المشعشع ص 204 و205.
(6) Norman L. Geisler, Beware of Philosophy, A Warning To Biblical Scholars p. 2.
(7) فلسفة الحضارة ص 206.
(8) برتراند راسل 2 : 79.
(9) Catholic Encyclopedia, Deism & Jewish Ency. Deism& Wikipedia, Deism, FAQ About Deism & The Internet Encyclopedia. Of philosophy P English Deism.
(10) Wikipedia. First cause.

(11) The Lexicon Webster Dictionary vol. 1. p. & Frederick Edwords, What is Humanism?
 http://www.jcn.com/humanism.html
(12) Frederick Edward, What Is humanism. www. Jcn.com/ humanism. html
(13) Webster, vol. 1.p. 322. Ronald N. Giere and Alan W. Richardson, editors. http://www.upress.umn.edu/Books/G/giere_origins.html &http://skepdic.com/empiricism.html
http://www.newadvent.org/cathen/05407a.htm
the Internet Encyclopedia of philosophy http://www.utm.edu/research/iep/e/emp-brit.htm
(14) Wikipedia Empiricism
(15) جون لوك John Lock (1632 – 1704م). الذي أعلن أن جميع أنواع المعرفة تأتينا من التجارب عن طريق حواسنا وأن لا شيء في العقل سوى ما تنقله له الحواس. وقال أن العقل يكون عند ولادة الطفل كالصفحة البيضاء خالياً من كل شيء. وتأخذ الحواس في الكتابة على هذه الصفحة بوسائل كثيرة. إلى أن تلد الحواس الذاكرة والذاكرة تلد الآراء (ول ديورانت " فلسفة الحضارة " ص 320). أي بناء المعرفة على التجربة وحدها. معنى هذه أننا لا نعرف شيء إلا عن المادة فقط أما ما هو وراء الطبيعة فلن نعرف عنه شيء!! ومع هذا فقد ظل مسيحياً يؤمن بالوحي ولكن إيمانه كان مستقلاً عن الكنائس (برتراند راسل ج 2 : 13).
(16) جورج باركلي George Barkley (1685 -1753م) الذي أنكر المادة ولم يعترف بوجود شيء إلا حقيقة واحدة هي التي يحسها في نفسه وهي العقل(فلسفة الحضارة 321) !! فناقض بذلك جون لوك. وقال بأن وجود أي شيء يساوى كونه مدركاً (راسل ج 2 : 121).
(17) دافيد هيوم David Hume (1711 – 1776م) الذي قال بشيء مختلف وهو أننا نعرف العقل فقط كما نعرف المادة عن طريق الإحساس. أننا لا ندرك العقل بالحواس إطلاقا كذات مستقلة على الرغم من أنه داخلي في هذه الحالة. وكل ما ندركه أو نشعر به هو مجرد أراء منفصلة وذكريات ومشاعر إلى آخر ما هناك. أن العقل ليس جوهراً أو عضو له آراء، أنه اسم فقط لسلسلة من الآراء. أن المشاعر والذكريات والاحساسات هي العقل (فلسفة الحضارة 322).
(18) Norman L. Geisler, Beware of Philosophy, A Warning To Biblical Scholars p. 2 & A Jurisprudential Analysis Of Hume’s In Principle Argument Against Miracles p, 1.
(19) Webster, vol. 2.p. 773. Dictionary of Philosophy, Progress Publishers http://www.marxists.org/reference/subject/philosophy/help/mach1.htm
(20) إ. م. بوشنسكي " الفلسفة المعاصرة في أوربا " عالم المعرفة ترجمة د. عزت قرني ص 86.

(21) راسل 2 : 144. أحد رواد الفلسفة المادية وكان يرى أن على الفلسفة أن تكون عملية في جوهرها، فهي ينبغي أن تستخرج أحكامها من علوم الطبيعة، وليس من الدين أو الأخلاق، كما يجب أن يكون المثل الأعلى للفلسفة علمياً.
(22) Wikipedia, Pantheism.
(23) وهي كلمة يونانية pan = كل، و theos = الله Wikipedia Panentheism
(24) الفيلسوف الفرنسي فولتير Voltaire(1694 - 1778) الذي لم يؤمن بوجود الروح وقال " لا أحد يفكر في إعطاء نفس للبرغوث، فكيف يمكن أذن أن يكون هناك نفس خالدة للفيل أو القرد أو خادمي ؟ والجنين الذي يموت في رحم أمه عندما تنبعث فيه روح، هل سيبعث مرة ثانية جنيناً، أم ولداً، أم رجلاً ؟ ولتبعث مرة ثانية، وتكون نفس الشخص الذي كنت عليه، ينبغي أن تكون ذاكرتك سليمة وحاضرة تماماً، لأن الذاكرة هي التي تعطيك ذاتك فأن ضاعت ذاكرتك، كيف يمكنك أن تكون نفس الشخص ؟ " (فلسفة الحضارة، ص 300).
 ولكنه غير رأيه في الأيام الأخيرة، واصبح يعتقد بأن الإيمان بالله ليست له قيمة أخلاقية كبيرة ما لم يكن مقروناً بالإيمان بالخلود والثواب والعقاب " ولابد للبلد ليكون صالحاً أن يكون له دين. أريد من زوجتي وخياطي ومحامي أن يؤمنوا بالله وبذلك يقل غشهم وسرقاتهم لي. وإذا كان لا وجود لله يجب علينا أن نخترع إلهاً، لقد بدأت أعلق أهمية أكثر على السعادة والحياة الحقيقة "(فلسفة الحضارة ص 301 & راسل 2 : 49)!! وقال أيضاً " أن هذا العالم يحيرني ولا يمكن أن أفهم أن هذه الساعة (هذا العالم) تدور بدون أن يكون لها ساعاتي " (الأب جبرائيل فرج البولسي " الله – حقيقة أم خيال ؟ " ص 196).
(25) وظهر جان جاك روسو Jean Jacques Rousseau في فرنسا (1712 - 1778) ليدافع عن المشاعر في
مقابل العقل، ورأى، في ميدان الأخلاق، أن مشاعرنا الطبيعية تهدينا إلى الطريق الصحيح، في حين أن العقل يضللنا (راسل 2 : 154 و 155). ووقف وحده في فرنسا يحارب المادية ويكافح الإلحاد الذي جاء به عصر التنوير، وكان خلاصة ما جاء به هو أنه على الرغم من العقل يتجه اتجاها معاديا للإيمان بالله والدين والخلود، فأن الشعور يؤيدها تأييداً كبيراً. لماذا لا نثق إذاً بشعورنا الفطري هنا بدل أن نستسلم إلى يأس الشك المجدب الذي يسوقنا إليه العقل (فلسفة الحضارة، ص 324و325)؟ وقال " إذا كانت المادة المحركة تكشف عن إرادة، فأن المادة المحركة وفق بعض القوانين، تدلني على عقل (الله – حقيقة أم خيال ؟ " ص 196). ولكنه لم يؤمن بالأديان.
(26) عمانوئيل كانت (Emmanuel Kant) (1724-1804) : الذي نادى بأن العقل لا يوجد دليل كاف على وجود الله وأن الدين لا يجوز أن يقوم على أساس منطق العقل النظري. ويجب أن يقوم على العقل العملي للشعور الأخلاقي. وأن أي كتاب من الكتب المقدسة وكل ما ينزل به الوحي، يجب أن يحكم عليه بما له قيمة أخلاقية، ولا ينبغي أن يكون هو الحاكم أو القاضي الذي يرجع إليه في القانون الأخلاقي. أن قيمة الكنائس والمعتقدات الدينية تكون بمقدار ما تعاون الجنس البشري على التطور والرقي الأخلاقي، أما إذا تحول الدين إلى مجموعة من المراسيم والعقائد والطقوس الشكلية وعلق الناس أهمية بالغة على هذه الطقوس وفضلوها على الناحية الأخلاقية التي جاء بها الدين وجعلوا الطقوس امتحانا تقاس به الفضيلة فهذا يعني انتهاء أمر الدين وزواله. أن الكنيسة الحقيقة هي جماعة من الناس مهما بلغ تفرقهم وانقسامهم يجمعهم ويوحدهم قانون أخلاقي مشترك. وقد عاش المسيح ومات لتأسيس مثل هذه الجماعة. لقد أسس المسيح هذه الكنيسة الحقيقية للقضاء على نفاق ورياء رجال الدين ومراسيمهم وطقوسهم الشكلية، ولكن ظهر بيننا طبقة كهنوتية من رجال الدين والقساوسة بطقوسهم ومراسيمهم الدينية التي طغت على فكرة الديانة المسيحية الأصيلة (ول ديورانت " فلسفة الحضارة " ص 356).
 ويقول الفيلسوف برتراند راسل " أن ما يأخذه كتاب نقد العقل الخالص " على عاتقه هو أن يضع للمعرفة حدوداً من أجل إفساح المجال للإيمان. فوجود الله لا يمكن معرفته كحقيقة نظرية، ولكنه يفرض نفسه بوصفه إيماناً بناء على أسباب عملية " (راسل 2 : 168). ثم عاد كانت في كتابه الثاني إلى أحياء فكرة الله وحرية الإرادة والخلود التي دمرها في كتابه الأول. ويلخص لنا د. زكريا إبراهيم فكره هذا في ثلاث عبارات:
(1) إن الإنسان لا يستطيع أن يؤدي واجبة، الّلهم إلا إذا كان حُراً.
(2) إن الإنسان لا يستطيع أن يحقق القداسة، الّلهم إلا إذا كان خالداً.
(3) أن الإنسان لا يستطيع أن يرقى إلى مستوى الخير الأعظم، الهم إلا إذا كان الله موجوداً. ولكن هذه الصادرات الثلاثة ليست مجرد افتراضات ضرورية عملياً (د. زكريا إبراهيم " كانت أو الفلسفة النقدية " ص 215).
(27) فشته (1762 – 1814م) هاجم الوحي الإلهي ونشر دراسة نقدية عن الوحي (راسل 2 : 169).
(28) ونادى هيجل (1770 -1831م) بالفلسفة المثالية وقال بفلسفة التاريخ وأن التطور التاريخي أشبه بأرجوحة في صعودها وهبوطها، وقال أنه من المستحيل فهم أي جزء من العالم ما لم ينظر إليه في إطار الكون ككل، ومن ثم فأن الكل هو الحقيقة الوحيدة (راسل 2 : 189).
(29) Norman L. Geisler, Beware of Philosophy, A Warning To Biblical Scholars p, 7.

(30) راسل 2 : 204.
(31) http://www.aslimnet.net/div/d_abdenour5.htm
(32) د. يسري إبراهيم " نيتشه عدو المسيح " ص 114 و 115.
كتاب " الكتاب المقدس يتحدى نقاده والقائلين بتحريفه " القمص عبد المسيح بسيط"
روابط هذه التدوينة قابلة للنسخ واللصق
URL
HTML
BBCode
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق