الأربعاء، 15 أكتوبر 2014

الرد على شبهة توبوا وأمنوا بالانجيل

قال المعترض(مرقس 1: 14-15) 14وَبَعْدَ مَا أُسْلِمَ يُوحَنَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى الْجَلِيلِ يَكْرِزُ بِبِشَارَةِ مَلَكُوتِ اللَّهِ 15وَيَقُولُ: «قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكُوتُ اللَّهِ فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِالإِنْجِيلِ».
يقول المعترض: أين هذا الانجيل المشار إليه؟ ان قوله " آمنوا بالانجيل " صريح في أنه كان بيده إنجيل، وإلا فكيف يكلفهم بأن يؤمنوا بكتاب ليس له وجود؟
ثم كيف يتركون التوراة لكتاب غير موجود؟
ثم أنه حسب الترجمة البولسيه يقول كاتب سفر أعمال الرسل عن بطرس ويوحنا في دعوتهما للسامريين من اليهود:
(أعمال الرسل 8: 25) أما هما فبعد أن شهدا وناديا بكلمة الرب، رجعا الى أورشليم، وهما يبشران بالإنجيل في قرى كثيرة للسامريين.
إذن الإنجيل كان كتاباً موجوداً ومعروفاً بأنه انجيل المسيح فأين هو هذا الانجيل المشار إليه؟



الرد:
عندما نستعمل كلمة "إنجيل" تتبادر إلى ذهننا فكرة كتاب منسوب إلى أحد الإنجيليين. وقراءة الإنجيل في الكنيسة أثناء الخدمة تعني قراءة من أحد الكتب الأربعة المدعوة بالأناجيل. بيد أن هناك معنى آخر, وهو أن الفصل الذي يتلى يحمل الإنجيل, أي البشارة أو رسالة الخلاص للذين يصغون إليها.

إذن, كلمة إنجيل تدل على معنيين هما:
1- النص المدون
2- البشارة التي حملها يسوع إلى كل العالم.

تاريخ كلمة "إنجيل"
لقد حافظت الكنيسة على هذين المعنيين واستعملتهما منذ القرن الثاني الميلادي. أما في القرن الأول, وبالتحديد في الفترة التي كتبت فيها الأناجيل, فكلمة إنجيل لم تستعمل للدلالة على كتاب. ولا يوجد مثل واحد على ذلك الاستعمال في العهد الجديد كله. وسواء استعملت الكلمة بصيغة "الإنجيل" أو بصيغ أخرى مثل: "إنجيل الرب" أو "إنجيل المسيح", فإنها كانت تدل دائماً على البشارة التي أعلنها يسوع وأتى بها إلى العالم, والتي حققها في حياته وموته وقيامته. هذا المعنى الأخير لكلمة إنجيل يوازي معنى (Kerygma) أي الكرازة الرسولية عن يسوع.

هناك صيغة أخرى لهذه الكلمة ألفْناها بالرغم من عدم وجود أي شاهد عليها في العهد الجديد. هذه الصيغة هي صيغة الجمع أي "الأناجيل". ولكن كتّاب العهد الجديد لم يستخدموا أبداً هذه الصيغة لأنهم لم يستعملوا إطلاقاً كلمة إنجيل للدلالة على كتاب.

بولس الرسول كتب إلى الأعضاء الجدد في كنائس غلاطية موصياً بألا ينصرفوا عن الإنجيل الذي أعلنه لهم إلى "إنجيل" آخر لأنه لا يوجد "إنجيل آخر". ويتابع قائلاً: "إن كان أحد يبشركم بغير ما قبلتم فليكن مبسلاً". ويؤكد مؤلف الرسالة إلى أهل غلاطية أنه لا يكرز بالإنجيل الذي "على سنة البشر", لكن بالإنجيل الذي "قبله بإعلان يسوع المسيح" (غلا1: 6-9). أول دليل على استخدام كلمة إنجيل في صيغة الجمع يوجد في كتابات القديس يوستينوس في أواسط القرن الثاني. ويستعملها للدلالة على الكتب الأربعة التي دونت فيها أقول يسوع وأعماله.

بالرغم من أن كلمة "إنجيل" لم تستعمل في العهد الحديد بمعنى "الكتاب", فقد استعملها القديس مرقس في مطلع إنجيله قائلاً: "بدء إنجيل يسوع المسيح ابن الله" (مر1: 1). لكنه لا يقصد بداية كتاب إنما ابتداء "بشارة الخلاص" التي انطلقت بكرازة يوحنا المعمدان في البرية ودعوته إلى التوبة.
روابط هذه التدوينة قابلة للنسخ واللصق
URL
HTML
BBCode
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق