كان هناك خلاف بين العلماء على بعض تفاصيل
هذه العقوبة الوحشية " الصلب " الى أن اكتشفت مقابر قديمة على هضبة " هامفتار " (1 ) على الحافة الشرقية لمدينة القدس "
اورشليم القديمة " ليحل هذا الخلاف .
ففى
صيف عام 1968 م بينما كان البلدوزر يمهد أرضاً لاقامة منشآت جديدة عليها عثر على
مقابر قديمة يرجع تاريخها الى الفترة الواقعة بين حكم هيرودس الكبير ( 37ق م )
وخراب أورشليم ( 70 م ) , اى أنها كانت جبانة مستعملة فى وقت معاصر لأيام السيد
المسيح . وأهم ما لفت النظر فى هذه الجبانة هو العثور على جثة لأحد الضحايا ويدعى
" يوحنان هاجلجول " , كانت قدماه مفصولتين عن هيكله العظمى المهشم ,
الواحدة منهما فوق الاخرى ومسمرتان معاً بمسمار علاه الصدأ وكان مازال عالقاً
بالمسمار بقايا لوح خشبى عتيق . وخلف قدمى يوحنان كان المسمار قد التوى نتيجة
تثبيته فى مادة صلبة . وظهر أيضاً فى عظام الساعدين آثار اختراق المسامير , كما بت
آثار سحجات كانت على جلد الضحية بجوار مكان المسامير نتيجة حركة الجسم فى نزاع
الموت .
منظر توضيحى تبين فيه عظام الكعب مغروساً فيها المسامير من أعلى الى أسفل |
هذا
الكشف دعا الى ابحاث جديدة حول تفاصيل عملية الصلب قام بها اثنان من علماء اسرائيل
, أحدهما متخصص فى الآثار والثانى فى التشريح , وانتهت الابحاث أن المسمامير لم
تدق فى كفى يد الضحية عند صلبها حسب
المألوف فى صورة السيد المسيح , بل فى الساعدين عند "الرسغ" ( معصم اليد ) , وصار هذا
الافتراض حقيقة مؤكدة بعدما تبين أن تعليق الجسم من الكفين بتسميره على الصليب
يجعله عرضةً للتمزق والتهتك أثناء حركة نزاع الموت .
منظران تخيليان للطريقتين المحتملتين للصلب |
وقد
أيد هذه النتيجة ما سبق أن انتهت اليه ابحاث " د . باربيه " من باريس ,
والمتعلقة بـ " الكفن المقدس " فى تورين . فالصورة التى عثر عليها من
الكفن كانت على خلاف كل التوقعات التى دأبت على تصوير عملية الصلب بدق المسامير فى
الكفين .
والنتيجة
الثانية التى كشفت عنها أبحاث العلماء الاسرائيليين المحدثين على عظام "
يوحنان هاجلجول " , هى أن عملية كسر سيقان الضحية المصلوب على الطريقة
الرومانية كانت نوعاً من الرحمة . فعدم قدرة الضحية على الحركة بسبب كسر ساقيه
تقصر عذاب الموت وتسرع بتسليم الروح .
وهكذا
تأتى الاكتشافات الأثرية مؤيدة لصحة رواية الانجيل عن صليب السيد المسيح .
------------------
( 1 ) " هامفتار " كلمة عبرية من الفعل " بتر = قطع " وبذلك
يكون اسم الهضبة " هضبة المقطوع أو المبتور "
روابط هذه التدوينة قابلة للنسخ واللصق | |
URL | |
HTML | |
BBCode |