يرجع
الباحثون حدوث حادثة الطوفان الى الفترة
ما بين الألف الخامس والرابع قبل الميلاد . وان كنا نميل الى ارجاعه الى ما قبل
ذلك .
بحيث تكون هناك مدة كافية
لنشأة الحضارات وتطورها على النحو الذى نلاحظه ونحن نتتبع تاريخ وحضارات الامم القديمة
. وقد أشارت أعمال التنقيب الى وجود أثارها العمرانية الى ما قبل الألفية الخامسة
والسادسة قبل الميلاد . وعن حادثة الطوفان قال العالم هابجوج Hapgoog أن الكرة الارضية تعرضت لكارثتين فى طور تكوينهم . وعنى بالحدث الثانى
الطوفان الذى ارجعه الى عام
6000 قبل الميلاد .
ويعتقد البعض أن الطوفان
كان عالمياً وشمل الكرة الارضية ويدللون على ذلك بأدلة جيولوجية كثيرة منها
وجود كائنات بحرية وبرية , قضبية واستوائية لا تجمعها بيئة وأحدة ومع ذلك فقد وجدت
مجتمعة وبأعداد كبيرة وكانت قد ماتت فجاءة
تحت تأثير كارثة عالمية كانت هى
الطوفان ( 1 ) . بينما يميل البعض الاخر الى أنه
كان محلياً غطى الأرض التى عاش
فيها ذلك العهد ( 2 ) . وان كان كلا الرأيين لا يتعارض مع ما جاء فى الكتاب المقدس
.
الأدلة الجيولوجية :
تمكن العلماء من العثور على حيوانات
فى مناطق مختلفة من أنحاء العالم فى كندا والأسكا وسيبيريا . وقد ماتت فجأة وهى أنواع متباينة لا تتعايش مع بعضها البعض ولا تجمعها
بيئة وأحدة , مما يدل على أن مياه الطوفان قذفت بها الى حيث وجدها العلماء والباحثون .
وممن شاهدوا هذه التجمعات العالمان الشهيران الدكتور فرانك هيبون Frank Hibbon استاذ الآثار فى جامعة نيو مكسيك , مانويل فيليكو فسكى Manuel
Velikovesky . فقد زار
الأول الأسكا ووجد بها تجمعات حيوانية من أحصنة , واسود ونمور ودببة وغيرها . وذكر الثانى
انه وجد فى مناطق متفرقة وعديدة من العالم وفى جميع القارات عظام حيوانات بحرية وقطبية
واستوائية فوق الجبال العالية وفى اعماق البحار . وقال أيضاً بانه توجد اشارات لا
تحصى تدل على ان انقلاباً هائلاً قد حدث ( 3 )
.
وتدل ظاهرة ارتفاع الشطآن والتى يستدل عليها من خلال وجود التجاويف الصخرية التى نشأت عن النحت البحرى منذ القدم ,
على هبوط قاع البحار والمحيطات نتيجة للضغط الهائل الذى احدثته مياه الطوفان
.
شهادة الرحالة والمؤرخين :
فى العصر الوسيط كتب مؤرخ يدعى ابيفان السلامينى عن وجود مركب نوح على جبال اراراط حيث قال : اليوم أيضاً يشار الى بقايا فلك نوح فى بلاد الاكراد . كما ذكر شخص آخر يردعى بيروسوس البابلى ( القرن الثالث قبل للميلاد ) أن الناس كانت تتسلق الجبل حتى تصل الفلك . وكتب
فلافيوس يوسيفوس ( القرن الاول للميلاد ) عن وجود مدينة قريبة من جبل اراراط تسمى ناخ شيفان ( Nakh Chevan ) والاسم
بالارمينية يعنى مكان رسو السفينة . وقال بأن الفلك مازال موجوداً على الارض . أما ماركو باولو الرحالة الايطالى
والذى عاش فى القرن الثالث عشر فقد قال بأن
الفلك مستقراً فوق جبل احدى قمم أراراط . وهو مغطى بالجليد , ولكنه نفى امكانية تسلق ذلك الجبل .
سفـيـنـة نــوح :
فى شهر مايو من عام 1883 م حدث زلزال عنيف
فى جبل أراراط نتج عنه حدوث شق فى الجبل حيث توجد السفينة , مما تسبب فى كشف
الجزء العلوى منها . الأمر الذى لاحظه مجموعة من الأتراك كانوا
مكلفين بمتابعة آثار الزلزال . وقد ذكروا بأنهم رأوا جسماً ضخماً من الخشب
الداكن اللون على شكل سفينة , بارتفاع يتراوح ما بين 12 : 15 متراً تقريباً ( علماً بأن ارتفاع السفينة التى
بناها نوح هو نوح 30 ذراعاً أى ما يعادل
حوالى 15 م ) .
وكان من الصعب عليهم تقدير
طولها لأن جزءاً كبيراً منها كان مغروساً فى الجليد . وتمكن
احدهم من دخول المركب ولاحظ أنها كانت
مقسمة من الداخل الى ثلاثة طوابق كل منهما يرتفع لنحو خمسة أمطار . وقد وافقت هذه
الملاحظة ما جاء فى سفر التكوين " تجعل
الفلك مساكن وتطليه من داخل ومن خارج بالقار . وهكذا تصنعه ثلثمائة ذراع يكون طول
الفلك وخمسين ذراعاً عرضه , وثلاثين ذراعاً ارتفاعه . وتصنع كوا للفلك . وتكمله
الى حد ذراع من فوق . وتضع باب الفلك فى جانبه . مساكن سفلية ومتوسطة وعلوية تجعله
" ( تك 6 : 14 – 16 ) .
وفى سنة 1940م نشرت مجلة
كانت تصدر بولاية لوس انجيلوس تدعى New Eden , قصة عثور اثنين من الطيارين الروس (4) على
مركب فوق جبل اراراط وكان ذلك فى عام
1916م . قالت المجلة انهما لاحظا وجود باب
ضخم على الجانب الامامى للمركب وقدروا ارتفاعه بستة أمتار . وكان ذلك موافقاً لما جاء فى ( تكوين 6 : 16 ) . ولما عاد الى
مقرهما ابلغا القائد الذى اعد بدوره تقريراً بما حدث , وارسله الى الحكومة الروسية
التى لم تتوان عن ارسال مجموعتين لتسلق الجبل وسبر اغوار تلك السفينة . فقام
المبعوثون باجراء قياسات والتقات صور لها . وبعض الحجرات كانت تشبه الاقفاص لانها
كانت تستخدم للطيور . وقد سلمت البعثة تقريرها للقيصر . ولكن قيام الثورة البشلفية
تسبب فى منع هذا الكشف من الظهور .
واستمر اهتمام الروس بأمر
المركب حتى الحرب العالمية الثانية فقد أرسل القائد J Masklelin من الجيش
الروسى أحد الطيارين للتحليق فوق جبل اراراط فجأت ملاحظاته ايجابية . لقد لاحظ
وجود السفينة وهى مغروسة فيما يشبه بحيرة من الجليد.
وبعد ذلك توجهت مجموعة من
الباحثين الى موقع السفينة . وقام الفريق بعمل قياسات لها أظهرت أن طولها يبلغ 133 متراً وهو ما يوافق ( تك 6 : 15 ) (
300 ذراع أى 135 متراً ) .
وفى عام 1949م كان عدد من
الطيارين الامريكيين متواجدين عند عند قاعدة للطيران التركى مما اتاح للضابط Reggor
Schzinghkker وهو يحلق
بطائرة من نوع ( اف 100 ) وقال أن الجزء البارز
من السفين يبلغ عرضه من 10 الى 13 متراً وطوله نحو 33 متراً وفى الفترة ما بين عام 1950 و 1970 قامت عدة
بعثات باستكشاف جبل أراراط حيث توج السفينة وقد تعرض للموت عدد من مرتادى تسلق
الجبال بسبب تساقط الاحجار وشدة برودة
الجليد . ولكن على الغم من ذلك تمكن شخص فرنسى يدعى Fenad Navara ان يصل الى
السفينة فى عام عام 1955 . وتمكن من احضار عينة من جسم السفينة وعرضها على معامل
فى اوروبا وتمكن الباحثون باستخدام كربون
14 من ارجاع عمر هذا المركب الى نحو خمسة الاف عام خلت . وهو تقدير يقترب من
الحقيقة . وفى يوليو من عام 1969 وباعادة استخدام
كربون 14 امكن ارجاع هذه الجزء الى ابعد من ذلك .
والسؤال الآن , هل كانت
السفينة كافية لاستيعاب كل هذه الحيوانات
الى جانب ما يلزمها من الطعام ؟
يقدر طول السفينة بنحو 137
متراً , وعرضها 23 متراً , وارتفاعها بنحو
14 متراً . وهى مؤلفة من ثلاثة طوابق وبها حجرات كثيرة . وتقدر مساحتها
بنحو 9290 متراً مربعاً أو ما يقدر بنحو 2100 ذراعأ مكعباً ( 5 ) . وهذه المساحة تعادل نحو عشرين مرة مساحة ملعب
كرة السلة ويقدر الحجم الكلى للفلك بحو 42960 متراً مكعباً ( أى حوالى 15180000
قدماً , وهو ما يعادل القدرة الاستيعابية لنحو 569 عربة قطار بضائع )
ويتسأل العلماء عن عدد
الحيوانات التى كانت تعيش على وجه الارض وكم منها أدخلها نوح الى الفلك . يقول Ernest Mayer الخبير فى علم الاجناس Classification انه كان يوجد
أكثر من مليون نوع من الاجناس ولكن اكثرها
مما يعيش فى الماء ( 6 ) . وبالتالى فليست هناك ضرورة تقتضى ادخالها الى الفلك .
ويذهب العالمان د . موريس Moris
و ويتكومب Wihtcomb فى مؤلفيهما the Genesis
flood الى أن السفينة
لم تكن لتسوعب اثر من 35000 فرداً من الحيوانات , ولكن يمكن زيادة هذا العدد الى
50 الفاً بأعتبار أن نوح كان يدخل الى الفلك صغار الحيوانات معرضاً عن كبيرها . ولكن هل كان بقدور نوح نوع أن يجمع كل هذه الانواع من الحيوانات القطبى
منها والاستوائى الذى يعيش منها فى الوادى والذى يعيش فى الصحراء . الذى يهيم على وجه الارض والذى
يحلق فى السماء ؟! .. بالطبع ان حدث الطوفان
هو حدث الهى فالذى سخر المياه لتغمر البسيطة أو على الاقل الجزء المغمور منها لم
يكن من العسير عليه - وهو الذى لم يعسر عليه امر
- ان يأمر الحيوانات لتجتمع جيث يعيش نوح .
ويتسأل العلماء ايضاً هل
كان بمقدور نوح وابنائه الثلاثة أن يشيدوا سفينة بهذا الحجم ؟! بالنسبة للمؤمنين بالوحى وبالمعجزات الربانية فأنهم
يقبلون ذلك ويصدقونه . أما بالنسبة للعلماء فأن الأمر عندهم مختلف
. فهم يقبلون ما يوافق العقل و العلم
بمعطياته . ومع ذلك فقد قام Gael Urtin وهو أحد المتخصصين فى بناء البيوت الخشبية بعمل
دراسة عن كيفية بناء سفينة نوح واسفرت دراسته عن ان سفينة بهذا الحجم ( 137 م طول x 32 م عرض x 14 م ارتفاع الى جانب الاخشاب المستخدمة فى داخل
السفينة لعمل احجرات واسطح الطوابق ) . يتطلب نحو 51238 م من الخشب ( 32 م مكعب )
, ويلزم للحصول على هذه الكمية من الاخشاب نحو 3740 شجرة . يتراوح ارتفاع كل منها
ما بين 15 و 20 متر .
واذا افترضنا أن نوح وبنيه
أى أربعة أشخاص فقط هم الذين قاموا بهذا العمل دون الاستعانة بأحد . فأن قطع
الشجرة الواحدة واعدادها يمكن أن يستغرق ثمانية أيام . فى حدود ما كان يتوفر لديه
من آدوات بدائية . وبحسب المدة التى يستغرقها قطع واعداد الكمية المطلوبة من
الاشجار لعمل السفينة فأن ذلك يستغرق حوالى 82 سنة ( 7 ) . ولذلك يصبح انشاء سفينة
بهذا الحجم فى هذه المدة وفى حدود الامكانات المتاحة انذاك , أمراً معقولاً لدى
العلماء . تصديقاً لما جاء به الوحى من أن نوحاً تلقى الأمر ببناء الفلك وله من
العمر خمسمائة سنة . وبعد عامين من تلقيه
الامر ولد سام حسبما نفهم مما جاء فى سفر التكوين ( تك 4 : 32 , 11 : 10 )
. وأمره الرب بدخول الفلك هو وبنيه فى اليوم السابع عشر من الشهر الثانى من
العام الستمائة من حياته .
---------------------------------
( 1 ) الانبا بولا – الكتاب
المقدس والعلم ج2 ص 45 – طنطا 2004
( 2 ) روبريت بويد –
العلماء والكتاب المقدس ص 13 – ترجمة سعيد حبيب
(3) En de nombereux points de la terre , sur tous les continents
, on a trouve entermeles les ossements
d'animaux mrins , d'animaux polaires
et d'animaux tropicaux … sur les hautes
montagnes et dans
les mers profondes
signes d' un grand
bouleversement ancient .
(4) zabolotsky , lesin
(5) deluge in light of
modern scince – William denton
(6) من هذه الانواع على سبيل المثال 21 الفا نوعاً من
الاسماك ونحو 106000 نوعاً من الطحالب , ونحو 10000 نوعاً من الشعب المرجانية
وغيرها . ونحو 3000 نوعاً من الحيوانات الدقيقة وحيدة الخلية uncellulaires microscopiques
( 7) 8 أيام x 3740 شجرة = 29920 ÷ 356 = 81,972603 , اى
ما يقرب من 82 سنة ( تك 5 : 32 ,
تك 11 : 10 )
روابط هذه التدوينة قابلة للنسخ واللصق | |
URL | |
HTML | |
BBCode |